السؤال : ما حكم المشاركة في دوري لكرة القدم يُقام بعد عصر كل يوم من أيام رمضان؟
الجواب :
قال رحمه الله :
أقول: اعلموا أن شهر رمضان مُحارب من جهاتٍ عديدة، ومنها هذا الدوري، ومنها كأس العالم، ومنها المسلسلات والتمثيليات، فرمضان مُحارب محاربة شديدة من قِبَلِ أُناس كثيرين لا يريدون من المسلمين أن يتأثروا برمضان بصيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه والاعتكاف في العشر الأواخر منه… إلى غير ذلك،
هم شغلوا الناس عن رمضان، ومنها أيضاً الجوائز والمسابقات، منهم من يترك صلاة التراويح من أجل المسابقة، يذهب إلى البيت ويتابع التلفاز ويُسجِّل السؤال، رمضان تعرفون أن هذا الشهر المبارك يتكرر في السنة مرة، وهو شهرٌ عظيم بل هو من أفضل شهور العام، أفضل شهور السنة، والله –سبحانه وتعالى- خصَّه بخصائص عظيمة لا توجد في غيره من الشهور، فأعداء الإسلام وأعداء الدين وعُملاؤهم من المنافقين والمرتزقة يريدون أن يُشغلوا الناس عن عبادة الله وعن طاعته.
تصوَّر أنت في الشهور الأخرى ما عندهم لعب الكرة صباحاً، في رمضان صباحاً وعصراً وربما في الليل، تكثيف لِلَعِبِ الكرة وتكثيف للمسلسلات والتمثيليات، وأيضاً قد عرفتم موضوع كأس العالم كيف رتَّبوا له من نصف شعبان تقريباَ ليمتد إلى رمضان، وجعلوا له الشاشات في الشوارع والطرقات، هم جعلوا من شعبان حتى يُمَوِّهوا على الناس (تمويه) أن هذا كأس العالم بدأ من شعبان، فهو كلُّه مكر، كما قال الله: «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، فالعاقل الموفَّق لا يقبل أي شاغل يُشغله عن رمضان، عن أيامه وعن لياليه.
أيضاً هناك أعمال في رمضان أعمال بِينيَّة، تتوسَّع وتُفتح وتتحرك المحلات، وأيضاً في موسم الحج بنفس الكلام، حتى أنك تجد بعض الناس أو كثيراً من الناس مُنْشَغِلِين إلى رؤوسِهم في رمضان وفي الحج، وهذه من المكائد الشيطانية لبني آدم، لا يريدون المسلم أن يُقْبِلَ على الله في رمضان بالعبادة والطاعة وقراءة القرآن، ولا يريدونه أيضاً أن يُقْبِلَ على الله في أيام الحج فَيَحُجَّ ويعتمر ويعمل الصالحات، ويصوم تسع ذي الحجة، إذا لم يكن حاجاً يصوم التسع، ما يريدونه، أعمال تُفَتَّح، حتى أن بعضهم ربَّما لا ينام النوم من أجل الدنيا،
فالله الله في اغتنام الفرصة في رمضان، احذر المكائد والخطط الشيطانية أن يُكاد بك، استعمل نفسك في مرضات الله، في طاعة الله، إذا كان عمل خفيف لا بُدَّ منه من أجل المصاريف لا بأس، أما تكثيف أعمال وتكثيف جهود دُنْيَوِيَة ولَعِب ضُمْنَة وكَيْرَم وشطرنج وباصرة حتى أن بعضهم يصلِّي العشاء ويخرج طوَّالي من أجل الضُمْنَة والكَيْرَم والشطرنج والقات والمَتْكَى، المهم مؤامرة على رمضان لولا لُطْف من الله –عزَّوجل- وأن هذا الدين آخر الأديان قد تكفَّل الله بحفظه وببقائه حتى قيام الساعة، وإلا كانوا قضوا على رمضان وعلى الحج وعلى الصلاة وعلى الجمعة وعلى الجماعة من سنين طويلة ولكن الله غالبٌ على أمره، والله –سبحانه وتعالى- تكفَّل بحفظ القرآن وبحفظ الدين –والله المستعان-.
لسماع الفتاوى صوتيًا من الموقع اضغط هنا