يقول السائل :
قرأت حديثاً فيه أن الله سبحانه سيُخرج أقواماً من النار لم يعملوا خيراً قط، إلا أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله؟
الجواب :
قال رحمه الله :
⭕ هذا الحديث محمول عند أهل العلم على أحد معنيين:
1⃣ الأول أنهم شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم قدَّر الله عليهم بالموت فماتوا قبل أن يعملوا الأعمال، سواءً كانوا في حرب أو حصل لهم حادث أو أي شيء، فهذا فعلاً مات وهو لم يعمل خيراً قط، ما عنده إلا الشهادة؛ لأنه ما تمكَّن، بَاْدَرَهُ الموت، فهي تنفعهم.
2⃣ والحالة الثانية جاؤُوا بعد انقراض العلماء ولم يكونوا إلا في أُناس عُمْيَان البصيرة، فهم يقولون: لا إله إلا الله، ويقول : أدركنا آباءنا يقولون: لا إله إلا الله، يعني ما حفظوا من آبائهم إلا هذا، هذا في آخر الزمان، ثم قال: صلة لحذيفة (وما تنفعهم لا إله إلا الله، قال : بل تنفعهم) -أي في ذلك الزمن-؛ لأن ما عندهم من يُعَلِّمَهُم، ما أدركوا إلا هذا الذكر فقط، فهم يقولونها، فهؤلاء أيضاً تنفعهم.
أما من عَلِم بالأحكام الشرعية وعرف الصلاة وأحكامها، والصيام وأحكامهُ، والزكاة وأحكامها، والحج، وعرف الواجبات الشرعية الكثيرة من بر الوالدين، وصلة الرحم، والدعوة إلى الله والتآخي في الله… إلى غير ذلك، ولم يعمل من هذا بشيء، ترك الجميع مع وجود العلم وقيام الدين، ولم يعمل من هذا بشيء اكتفاءً على الشهادتين، *فهذا ما تنفعه*؛ لأنه ترك الواجبات، وترك الأركان، وترك الشروط فلم ينتفع بها، مثل إبليس لمَّا ترك السجود أبى واستكبر، قال الله: { وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} مع وجود العلم، ترك العمل فلم يُقبل منه التصديق المجرَّد عن العمل.
وبالله التوفيق