فوائد

في الصيام


لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب الوصابي ـ رحمه الله تعالى ـ

فائدة (1): الغرض من الصيام:

18 / 8 /  1432هـ

قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ  كما في «48 سؤالًا في الصيام» (ص 10) -:
( والغرض من الصيام ليس ترويض البدن علىٰ تحمل العطش، وتحمل الجوع والمشقة، ولكن هو ترويض النفس علىٰ ترك المحبوب لرضا المحبوب، والمحبوب المتروك هو الأكل والشرب والجماع، هذه هي شهوات النفس.

أما رضا المحبوب هو الله عز وجل،

فلا بد أن تستحضر هذه النية؛ أننا نترك هذه المفطرات؛ طلبًا لرضا الله عز وجل ) .

 

فائدة (2): مراتب صوم عاشوراء:

18 / 8 / 1432هـ

قال ابن القيم ـ في “زاد المعاد” رحمه الله تعالى ( 2 / 76 )، تحقيق شعيب ـ :

(مَرَاتِبُ صَوْمِ عاشوراء ثَلَاث :

  • أَكْمَلُهَا: أَنْ يُصَامَ قَبْلَهُ يَوْمٌ، وَبَعْدَهُ يَوْمٌ . ـ (قال شيخنا ـ رحمه الله ـ الحديث الوارد في صوم يوم بعده ضعيف ) ـ .
  • وَيَلِي ذَلِكَ: أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْعَاشِرُ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَحَادِيثِ.
  • وَيَلِي ذَلِكَ: إِفْرَادُ الْعَاشِرِ وَحْدَهُ بِالصَّوْمِ.
  • وَأَمَّا إِفْرَادُ التَّاسِعِ فَمِنْ نَقْصِ فَهْمِ الْآثَارِ، وَعَدَمِ تَتَبُّعِ أَلْفَاظِهَا وَطُرُقِهَا، وَهُوَ بَعِيدٌ مِنَ اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ.

وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ ) .

فائدة (3): للعلماء في حكم الوصال أربعة أقوال:

22 / 8 / 1432هـ

الأول:  أَنَّه حرام .

الثاني:  أَنَّه مكروه .

الثالث:  أَنَّه جائز لمَن قدر عليه.

الرابع:  أَنَّه جائز إلى السحر .

راجع: “الإلمام بشيء من أحكام الصيام”، للراجحي صـ 54 .

 

فائدة ( 4 ) :

قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي ـ حفظه الله، في كتابه ” الإلمام بشيء من أحكام الصيام” (صـ 74 ) ـ:

ومن أحكام الصيام : أن من رأى من يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسيًا وهو صائم؛ وجب عليه إعلامه، ولا يجوز له السكوت عنه ـ كما يعتقده بعض العامة ـ؛ لأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن الأكل والشرب من الصائم في نهار رمضان منكر، لكن الناسي معذور؛ فوجب إعلامه، ولأن هذا من التعاون على البر والتقوى وقد قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ) [ المائدة: 2] ).

فائدة ( 5 ):

26 / 8 / 1432هـ

قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي ـ حفظه الله ، في كتابه ” الإلمام بشيء من أحكام الصيام” (صـ 60 ) ـ:

( ومن أحكام الصيام: أن شم البخور عالمًا عامدًا؛ يفطر به الصائم، وهو قول كثيرٍ من الفقهاء؛ لأن له نفوذًا إلى الدماغ، أما إذا دخل أنفه، أو شمه من غير قصد؛ فلا يفطر به الصائم؛ لعدم الإرادة والاختيار، وقد قال  تعالى : (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) [ البقرة: 286]) .

فائدة ( 6 ):

قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله في «مجموع الفتاوىٰ» (15/ 9) ـ:

( شهر رمضان أفضل شهور العام ).

وقال أيضًا (15/ 9) :

( يستقبل المسلم شهر رمضان بالفرح والسرور والاغتباط وشكر الله؛ أن بلغه رمضان، ووفقه؛ فجعله من الأحياء الذين يتنافسون في صالح العمل؛ فإن بلوغ رمضان نعمة عظيمة من الله ).

فائدة ( 7 ): أنواع النية في الصيام أربعة:
  1. نية عامة : للشهر كله.

وفائدتها:

  • أن المسلم إذا مات قبل دخول رمضان، وقد نوىٰ هذه النية في قلبه؛ يكتب له صيام رمضان كاملًا في ذلك العام.
  • وإذا مات في أثناء رمضان؛ يكتب الله له صيام بقية الشهر.
  • وهذه النية مستحبة.
  1. نية خاصة: وهي تبييت النية لكل يوم من الليل؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «لا صيام لمن لم يبيته بليل».
  • وهذا خاص بالصيام الواجب : رمضان إداءً وقضاءً، وصيام الكفارات، وصيام النذور.
  • وهذه النية شرط في صحة الصيام في النهار إذا لم يكن قد فعل مفطِّرًا.
  1. نية الدخول في الصيام: وهو الحد الفاصل بين زمن الفطر والصيام؛ لقول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «لا صيام لمن لم يبيته قبل الفجر».

وانظر كلام الشيخ ابن باز  ـ رحمه الله ـ، علىٰ هذا الحديث في «تعليقه علىٰ بلوغ المرام».

  1. نية مواصلة الصيام في كل النهار: فلا يقطع النية في أي جزء من أجزاء النهار، فإن فعل؛ بطل صيامه وعليه القضاء.
  • وهذه النية مذكورة في واجبات الصيام.

 

فائدة ( 8 ): أقسام السفر بالنسبة للصائم ثلاثة:
  1. أن لا يكون فيه مشقة للصائم إطلاقًا: ففي هذه الحالة الصوم أفضل، وإن أفطر فلا حرج.
  2. أن يشق عليه الصوم مشقة غير شديدة: ففي هذه الحالة الفطر أفضل.
  3. أن يشق عليه الصوم مشقة شديدة: ففي هذه الحالة يتعين الفطر.[ كما في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ (2/ 325 – 327)، و«شرح رياض الصالحين» له (5/ 262 – 264) ].
فائدة ( 9 ): أقسام المرض ثلاثة بالنسبة للصائم :
  1. مريض لا يضره الصوم ولا يشق عليه : فهذا لا رخصة له في الفطر .
  2. مريض يشق عليه الصيام ولا يضره : فهذا الصوم في حقه مكروه .
  3. مريض يشق عليه الصيام ويضر به : فهذا الصوم في حقه محرم.
[ كما في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ (2/ 325)، و«شرح رياض الصالحين» له (5/ 262 – 264) ].
فائدة ( 10 ): أسباب بركة السحور :
  1. السحور بركة؛ لكونه معينًا علىٰ طاعة الله.
  2. السحور بركة؛ لأنه امتثال لأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
  3. السحور بركة؛ لأنه اقتداء برسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ..
  4. السحور بركة؛ لأنه يغني عن عدة أكلات وشربات في النهار.
  5. السحور بركة؛ لأنه فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب.
[كما في تفسير ابن عثيمين – رحمه الله – (2/ 353) ].
فائدة ( 11 ): فوارق بين الفجر الكاذب والفجر الصادق :
  1. الفجر الصادق: مستطير أي معترض من الجنوب إلىٰ الشمال.

والفجر الكاذب:  مستطيل أي ممتد من الشرق إلىٰ الغرب.

  1. الفجر الصادق: متصل بالأفق،

والفجر الكاذب: بينه وبين الأفق ظلمة.

  1. الفجر الصادق: يمتد نوره ويزداد.

والفجر الكاذب: يزول نوره ويظلم.

[كما في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ  (2/ 357)].

 

فائدة ( 12 ): ما يترتب على من جامع في نهار رمضان :
  1. التوبة.
  2. إمساك بقية اليوم.
  3. غسل الجنابة.
  4. قضاء يوم آخر.
  5. الكفارة، وهي :
  • عتق رقبة.
  • فإن لم يجد؛ فصيام شهرين متتابعين.
  •   فإن لم يستطع؛ فإطعام ستين مسكينًا، لكل مسكين كيلو ونصف من الرز، أو الدقيق، أو الذرة، أو الدخن، أو غير ذلك مما يقتاته الناس.
  • وعلىٰ الزوجة مثل ذلك، إلا إذا كانت مكرهة؛ فتسقط عنها الكفارة، ويبقىٰ ما عداها.
فائدة ( 13 ): حكم صيام الدهر :

قال الإمام الترمذي في سننه ـ بعد أن أسند حديث أبي قتادة، الذي رواه مسلم (رقم: 1162) :

قيل: يا رسول الله، كيف بمن صام الدهر؟

قال: «لا صام ولا أفطر. أو: لم يصم ولم يفطر».

قال الترمذي ـ :

«وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الشخير، وعمران بن حصين، وأبي موسىٰ الأشعري ـ رضي الله عنهم ـ .

  • وقد كره قومٌ من أهل العلم صيام الدهر.
  • وأجازه قوم آخرون، وقالوا: إنما يكون صيام الدهر إذا لم يفطر يوم الفطر ويوم الأضحىٰ وأيام التشريق، فمن أفطر هذه الأيام؛ فقد خرج من حد الكراهية، ولا يكون قد صام الدهر كله.

هكذا رويَ عن مالك بن أنس، وهو قول الشافعي، وقال أحمد وإسحاق نحوًا من هذا.

وقالا: لا يجب أن يفطر أيامًا غير هذه الخمسة الأيام، التي نهىٰ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ   عنها؛ يوم الفطر ويوم الأضحىٰ وأيام التشريق».

[سنن الترمذي، كتاب الصيام، باب: ما جاء في صوم الدهر].

 

فائدة ( 14 ): القرآن الكريم :
  1. أنزل الله أفضل كتبه : القرآن الكريم.
  2. علىٰ أفضل رسله : محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .
  3. في أفضل شهر : شهر رمضان.
  4. في أفضل عشرٍ : العشر الأواخر منه.
  5. في أفضل ليلة : ليلة القدر. وكانت في ذلك العام ليلة 24.
  6. في أفضل بقعة : مكة المكرمة.
  7. بأفضل لغة : اللغة العربية.
  8. بأفضل وأعظم دين : دين الإسلام.
  9. علىٰ أفضل أمةٍ : أمة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ. قال الله تعالىٰ: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110].
  10. في أفضل قرنٍ : الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ . قال الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «خير الناس قرني ».
  11. بواسطة أفضل ملك ٍ: جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ .

«إذا أحب الله عبدًا… وإذا أبغض الله عبدًا… نادىٰ جبريلَ: يا جبريل»(1).

  1. وجعل أهل القرآن أفضل خلقه :

«إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلَّمه»(2).

  1. بل جعلهم أهله وخاصته : «أهل القرآن أهل الله وخاصته»(3).
  2. وجعل القارئ للقرآن الماهر به مع السفرة الكرام البررة(4).
  3. بل جعلهم أئمة المسلمين في مساجدهم وصلواتهم. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله»(5).

____________________________________

(1) متفق عليه، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.

(2) رواه البخاري، عن عثمان ـ رضي الله عنه – .

(3) أخرجه أبو القاسم بن حيدر في مشيخته، عن علي ـ رضي الله عنه ـ . وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (2528).

وأخرجه: أحمد رقم: (13542)، والنسائي رقم: (7977)، وابن ماجه رقم: (215)، والحاكم رقم: (2046)، والطيالسي رقم: (2238)، وأبو نعيم رقم: (9/40)، وأبو عبيد، وابن نصر، وابن عساكر رقم: (716)، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ . وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 2165).

(4) متفق عليه، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ.

(5) رواه مسلم، عن أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ .